وما العمل الآن؟

لقد أثبتت ممارسات تنظيم ”الإخوان المسلمين” أنه كحزب  ليس إطلاقا في مستوى الإسلام ولا في مستوى عظمة الإسلام، لأن الإسلام أكبر وأسمى من شعوذة وماكيافيلية ونفاق وزور القيادات الإخوانية ومناوراتهم وغبائهم.ـ لقد إنحرفوا عن جوهر الإسلام ليحولوا ـ وبغباوة ـ  قشور التخلف والإنحطاط  إلى ”دين” و”عبادة” و”سياسة”. ومن أكبر أخظاء القائد الإسلامي العظيم جمال عبد الناصر ـ الذي مارس عمليا في ثورته تطبيق جوهر الإسلام ومبادئه وأخلاقه ـ  أنه لم يستعمل في ثورته الكبرى الخطاب الديني الإسلامي، ليتركه بذلك حكرا للمشعوذين ”الإخونجيين” يستعملونه ضده وضد الثورة.ـ وقد جاء، اليوم، مرسي لينجح ـ على الأقل ـ في شيء لم ينجح فيه عبد الناصر، و هو في إقناع الشعب المصري بأن الإخوان (كتنظيم للشعودة”الدينية” والسياسية)  كذابون ومنافقون، يقولون ما لا يفعلون، وبأن ”مرجعيتهم” السياسية الحقيقية ليست في الحقيقة القرآن الكريم والسنة النبوية، بل كتاب ”الأمير” لماكيافيل !ـ فقد إخترقتهم وإحتلتهم كل الأنظمة الطغيانية الفاسدة الفاسدة التي إحتلت بلداننا لتستعملهم لضرب ثورات شعوبنا. فقد تحالفوا مع السادات لضرب ثورة عبد الناصر، وتحالفوا مع النميري لضرب ثورة الشعب السوداني، وتحالفوا مع النظام السعودي لضرب كل الثورات الإسلامية و العربية. وأتذكر أنه، عندما كنت ضابطا في الجيش المغربي، كيف كان الطاغية الحسن الثاني يستقدم ”وعاظهم” ليقوموا بألقاء خطب ”دينية” في وحدات الجيش المغربي ـ ليس للدعوة الإسلامية ـ بل للدعاية لصالحه وللنظام الملكي الفاسد! ـ ورغم كل ما نافقوا به من قبل عن اليهود وعن فلسطين وعن إسرائيل، فأول ما فعله ”الإخوان” ـ عندما وصلوا للسلطة في مصر ـ هو قبول كل نصوص معاهدة ”كامب دافيد” التي مضى عليها الخائن السادات، وطلب عودة يهود إسرائيل إلى مصر لتعويضهم عما أممه منهم عبد الناصر!ـ   وسأكون واضحا هنا حتى لا يساء فهمي:ـ   إن الثورة في البلدان الإسلامية إما أن تكون ثورة إسلامية شاملة ـ شكلا ومضمونا ـ أو لا تكون! ـ

وأعتبر كل الإديولوجيات والحركات والأحزاب (ذات المرجعيات الإجنبية عن ديننا وثقافتنا والتي لا تجعل من القرآن والسنة النبوية مرجعيتها الأساسية) هي جزء من مخلفات الغزو والإحتلال الفكري والسياسي والثقافي الأجنبي الذي ينبغي مقاومته كأثر من اثار و بفايا الإحتلال الأستعماري الأجنبي!ـ

ويراد بما يحدث في مصراليوم خلط كل الأواق!ـ ولكن، وبالعكس، أرى ان هذه الأحداث قد تساعد في توضيح الأمور.

إن كل القوى المختلفة، التي إجتمعت حاليا في تحالف تآمري غريب ومدهش للإطاحة بمرسي، هي، وبالضبط، ”يمينا” و”يسارا”، من مخلفات الغزو والإحتلال الفكري والسياسي والثقافي الأجنبي ولايهمها في الحقيقة لا مرسي كشخص ولا الإخوان كتنظيم (فلا يمكن أن يكونوا أسوأ من النظام السعودي الذي باركهم)، ولا الديمقراطية في مصر (لأن الفلول لا مباديء لهم). لكن الشيء الأساسي المشترك الذي جمعهم هو ضرب المشروع المجتمعي والثقافي الثوري الإسلامي الذي يرون فيه تهديدا وجوديا  ضد الإحتلال الأجنبي الشامل والسائد حاليا في مصر وفي باقي البلدان العربية.ـ

أما ”الجنرالات” الذين أطاحوا بمرسي، فقد إنتهزوها فقط كفرصة ”ذهبية” سنحت لهم  للإستيلاء من جديد على السلطة كهدف بحد ذاته من أجل المحافظة على المصالح والإمتيازات التي إستحوذوا عليها في عهدي السادات ومبارك.ـ

ويبقى السؤال الأهم: وهو ما العمل الآن إذن؟ـ

إن هدفنا كإسلاميين هو القيام بثورة وحدوية شاملة إجتماعيا وثقافيا وفكريا وسياسيا وإقتصاديا ولغويا من أجل البناء الشامل لهويتنا التي خربها الغزو والإحتلال الأجنبي الشامل لعقولنا ولبلداننا ولدولنا.ـ

إن الإسلام يبقى ـ في كل الأحوال ـ هو الحل الوحيد للوصول إلى أهدافنا المشروعة في الحرية والعدالة والكرامة والوحدة والقوة والسلام القائم على العدل.ـ

على جميع الحركات الإسلامية ـ دوليا وقطريا ـ أن تعمل على توحيد صفوفها وتكوين أطرها، وألا تستعجل في الوصول إلى سلطة الدولة. بل إن الهدف ينبغي أن يكون تحقيق الشورى أي الديمقراطية بتنظيم المجتمع إسلاميا لتحويل المجتمح والشارع إلى سلطة حقيقية فوق سلطة الدولة.ـ

إن الحركات الإسلامية تعاني من إفتقارها إلى النضج الديني والسياسيي ومن النقص المهول في تكوين الأطر الفكرية والسياسية والتنظيمية الكفؤة.

وكما تعلمت الحركات الإسلامية بنجاح في إيران وتركيا ولبنان وماليزيا بالممارسة من تجاربها، ستستفيد وتتعلم الحركات الإسلامية في البلدان العربية بدورها أيضا بإستخلاص الدروس من تجاربها و أخطائها و إخفاقاتها.ـ

وعلى كل الحركات الناصرية أن تتحول إلى حركات إسلامية ناصرية، أو على الناصريين أن ينظموا للحركات الإسلامية.ـ

Kommentera

Fyll i dina uppgifter nedan eller klicka på en ikon för att logga in:

WordPress.com-logga

Du kommenterar med ditt WordPress.com-konto. Logga ut /  Ändra )

Facebook-foto

Du kommenterar med ditt Facebook-konto. Logga ut /  Ändra )

Ansluter till %s