الخطأ الفادح الذي ارتكبه الإخوان ومرسي ـ قدوة بالسادات ومبارك ـ هو إستماتتهم في إرضاء االيهود وإسرائيل لطمأنتهم على إحترام معاهدات ”التطبيع” و”السلام” مع الإحتلال اليهودي في فلسطين الذي يسمي نفسه ”إسرائيل”. وهذا إعتقاداً من القيادات الإخونجية المكيافيلية بأن هذا الإنبطاح والتودد لليهود وللأمريكان يمكن ان يساعد في إطالة أمد بقائهم في الحكم. و حسابهم هذا كان خاطئا وبليداً، لأن تظاهر اليهود وأمريكانهم بمساندتهم لحكم الإخوان لم يكن ـ في حقيقته ـ سوى خدعة صهيونية ماكرة لكسب الوقت في إنتضار الإلتفاف على الثورة المصرية وضربها من الداخل لتفريغها من مضمونها الإسلامي وإستبداله بمضمون صهيوني مموه بـ”العلمانية” الماسونية.
والسؤال هو: هل من المعقول أو من الكياسة أو من الذكاء أن حركة، كجماعة الإخوان، في بلد إسلامي (تدعي بـ”الإسلامية” وتعتمد أساسا على مباديء الدين الاسلامي عقيدة ومنهجا لإستقطاب ولتجنيد الأنصار والمجاهدين)، هل من المقول أن تتنازل تماما عن الأخلاق والمنباديء الإسلامية في ممارساتها السياسية لتفقد بذالك شرعيتها و قوتها الوحيدة ومبرر وجودها الوحيد؟!ـ
إنه أيضا نفس الخطأ الفادح الذي تقع فيه بعض قيادات التيارالإسلامي الأخرى في المغرب وتونس وسوريا، مثلا.ـ